الوحدة الاخباري : وزارة الخارجية بين بوريطة و “التوريطة”

0 تعليق 2 ألف ارسل لصديق نسخة للطباعة تبليغ

لا حديث هذه الأيام بين موظفي وزارة الخارجية إلا عن تلك الحسناء التي رافقت قبل شهور الوزير ناصر بوريطة خلال مهمة رسمية لدى الاتحاد الأوروبي، رغم أنها ليست موظفة رسمية بالوزارة.

وحسب مصادر “برلمان.كوم” فإن هذه الآنسة استطاعت، بقدرة قادر، أن تجتاز مباراتين في آن واحد في وزارة الخارجية و التعاون الدولي: مبارة لولوج منصب كاتبة الشؤون الخارجية سلم 10 و مبارة للحصول على منصب مستشارة الشؤون الخارجية سلم 11.

ورغم ان نتائج المبارتين لم يعلن عنها بعد، فإن العارفين ببواطن الامور في بناية شارع روزفلت يتوقعون فوز الحسناء رفيقة بوريطة التي وجدت نفسها، على حين غرة، تجالس فيديريكا موغيريني مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في اجتماع ببروكسل ، بإحدى المبارتين ولما لا الفوز بالمبارتين معا ، وبالمراتب الاولى ضمن لائحة الناجحين. هذا مع العلم ان الحسناء، والعهدة على الراوي، لم تقدم شهادة المعادلة للشهادة الجامعية المطلوبة لخوض المبارتين.

وتبعا لذلك، فآن مصادر “برلمان.كوم” تنصح قضاة ادريس جطو بالاستعداد للتأكد عند الاعلان عن النتائج من توفر الحسناء على ديبلوم يعادل الشهادة الجامعية المطلوبة.

وبما ان الديبلوماسية المغربية مقبلة على امتحان كبير، و في منتهى الأهمية بالنسبة لقضيتنا الوطنية، وهو امتحان لقاء جنيف الاسبوع الاول من دجنبر المقبل، فاننا نتمنى جادين ألا يفعلها مرة أخرى ناصر بوريطة، و يقحم الموظفة الجديدة ضمن الوفد الرسمي الذي سيدافع عن قضية وحدتنا الترابية، كما “ورطنا” حين فعلها مع الاتحاد الاوروبي “بلا حيا بلا حشمة” ومن دون أن يقدم للمغاربة أسباب فعلته.

فالرجل عنيد و كله عقد نفسية جعلت علاقاته مع محيطه في الوزارة جد متوترة. ناهيك عن كون عدد من السفراء الأجانب و حتى الديبلوماسيين المغاربة يشتكون من غياب مخاطب لهم في وزارة الخارجية و التعاون الدولي. كما أن بوريطة يغيب عن بعض اجتماعات المجلس الحكومي رغم تواجده بمكتبه، و “ما عندو ما يدّار”، حسب تعبير الكثير من العارفين بشؤون الدار. ولعل سبب سلوك الغياب هذا راجع الى كوّن بوريطة يعتقد انه ” وزير سوبر ” او “وزير فوق العادة ” . فتش اذن عن عقدة ” العملقة”!؟

عناد بوريطة ذهب به حد تعيين عبد القادر الأنصاري مديرا مركزيا مكلفا بالشؤون الآسيوية بعد أن تم حدف اسمه من لائحة السفراء بسبب تورطه في عمليات تحويل مبالغ تخص الضريبة على القيمة المُضافة حينما كان سفيرا لصاحب الجلالة باليونان، و كاد أن يورط المغرب في اقتناء إقامة بآثينا بأزيد من ضعف ثمن السوق.

للتذكير، ولعل الذكرى تنفع المؤمنين، فقد نشر “برلمان.كوم “هذه الأخبار في وقتها، و سارع وزير الخارجية السابق صلاح الدين مزوار الى إلغاء الصفقة التي كانت في مرحلتها الأخيرة.

ويظل السؤال الذي يطرح نفسه دائما هو : ما السر وراء الحماية التي يقدمها بوريطة لعبد القادر الأنصاري؟ و ماذا ينتظر المجلس الأعلى للحسابات لفتح تحقيق في الموضوع؟
ناصر بوريطة، يلقبه بعض موظفي وزارته ب”ناصر توريطة “، ويعدونه اضعف وزير عرفته هذه الوزارة منذ نشأتها، و ذلك بسبب ضعف أدائه و تزايد إخفاقاته (السيدياو، البرلمان الأوروبي، الأمم المتحدة الخ)، وهي إخفاقات ابلى البلاء الحسن من اجل أن يحولها إلى نجاحات عبر بعض المنابر الإعلامية.

ولاحظ المراقبون في الشهور الاخيرةًغياب بوريطة المتواصل عن المواعيد الافريقية المهمةً مثل قمة الاتحاد الافريقي الاخيرة في اديس ابابا ، كما غاب عن مؤتمر افريقيا- اليابان في طوكيو ، ومؤتمر افريقيا – إيطاليا بروما.
ويبدو ان “ناصر التوريطة” لايحبذ حضور اي اجتماع يحمل في طياته تعقيدات قد تكون وبالا عليه، ولا يسجل فيها نقطا تحسب لصالح حسناته. فهو تعود منذ ان اصبح عام 2007 المتحكم في دواليب وزارة الخارجية من خلال تبوئه منصب مدير ديوان وزير الخارجية بصلاحيات واسعة، على ان تحسب ضمن سجل حسناته كل النجاحات بينما يتحمل الآخرون وزر الهنات والإخفاقات.

ان بوريطة الذي ألقى بظلاله على سير وزارة الخارجية، قبل ان يصبح وزيرا للخارجية مكمول الرتبة في حكومة سعد الدين العثماني بعد ان ظل كاتبا عاما لمدة خمس سنوات ثم وزيرا منتدبا، مطالب اليوم بإعطاء جرد لإنجازاته في الوزارة على مدى اكثر من عشر سنوات.
لا يكن بوريطة المودة لموقع “برلمان.كوم “، الذي يبادله الشعور ذاته، و لا تخيفه تهديداته ، و لا يعير ادنى اهتمام للشتم الذي يوجهه لطاقمه الصحافي، و يعده الموقع أنه سيبقى بالمرصاد. اذ يكفي ان بوريطة لا يكن مودة لأحد في وزارة الخارجية لاعتقاده انه وحده ” مضوي البلاد” ، فبالاحرى ان يكن المودة لموقع هدفه الأساسي هو نقل المعلومة الصحيحة لقرائه.

ان موظفي وزارة الخارجية يعرفون أن تكوين “ناصر توريطة ” لا يصل كعب تكوين و ثقافة و حرفية عدد من سابقيه لا سبيل لذكر أسمائهم، و لا حتى صحافي متدرب في مؤسسة برلمان.كوم. فالقِصَر عند الرجل لا يقتصر على القامة، بل يطال أيضا النظر.

---------------------------------------------------
مصدر الخبر الاصلي موقع : برلمان المغرب

0 تعليق