موقع الوحدة الاخباري نقدم لكم اخر المستجدات على الساحة العربية والعالمية واخر الاخبار لحظة وقوعها اخر الاخبار الرياضية والعربية والعالمية والاخبار المنوعة كما ونقدم لكم حصادنا الاخباري لجميع الدول العربية
ليس غريبا أن تلتهم النيران غابات تيزي أوزو كما هو معروف عن منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط ، ولكن الغريب أن ترفض العصابة الحاكمة في الجزائر مساعدة جَارٍ شقيق في إطفاء تلك النيران وبالمجان وتقبل ذلك من فرنسا بالمقابل ويعلم الله كم ستتقاضى على ذلك من ملايين الأورو ... ألا يتعلق الأمر بشرط من شروط الجنرال دوغول المكتوبة في ورقة الاستفتاء من أجل الاستقلال المزور والتي تقول بالحرف " ( الاستقلال حسب شروط 19 مارس 1962 الذي يحافظ على العلاقة مع فرنسا ) !!!!! إنه الخنوع والانبطاح لشروط المستعمر عندما تفضل على عصابة المقبور بومدين بما يسمى الاستفتاء على الاستقلال المزور عام 1962 والذي على ضوئه تأسست دولة مافيا الجنرالات الحاكمة في الجزائر .
أولا : للتذكير فقط : تأسيس دولة مافيا الجنرالات :
في مقالات كثيرة نشرتها لي جريدتُنا الغَـرَّاءُ الجزائر تايمز مشكورة تَـتَبَّعْتُ من خلالها كرونولوجيا اغتصاب الثورة وسطو كابرانات فرنسا على السلطة في الجزائر ، و يمكن أن أوجزها في النقط التالية:
1) بعد خروج فرنسا من الحرب العالمية الثانية منهوكة ، مرت فرنسا بتجربتين فاشلتين في الجمهورية الرابعة مع الرئيسين (فينسنت أوريول1947 - 1954) و(رينيه كوتي 1954 -1959 ).
2) الشعب الفرنسي يطلب بإلحاح من الجنرال دوغول أن يتسلم السلطة في فرنسا لأنه اكتسب شهرة حينما كان قائدا للمقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي لجزء من فرنسا ونجح في دحر الجيش النازي من فرنسا طبعا بمساعدة الحلفاء .
3) كان الجنرال دوغول يتتبع معضلة الجزائر منذ 1958 حينما شرعت فرنسا في المفاوضات مع وفد الحكومة المدنية الجزائرية المؤقتة برئاسة فرحات عباس ، تلك المفاوضات التي فشلت .
4) كان الجنرال دوغول حينما تسلم السلطة في بلاده بتاريخ 08 جانفيي 1959 يعتبر أنه من أجل بناء فرنسا قوية لابد من إيجاد حل لمعضلة حرب الجزائر التي أصبحت تستنزف فرنسا .
5) نعود للطرف الجزائري لنقول : في البداية لابد من التعريف بـ ( جبهة التحرير الوطني الجزائرية ) : " تأسست في 22 يونيو 1954 بعد اجتماع ما يسمى بجماعة ( 22 ) الذي كان أشهرهم محمد بوضياف مصطفى بن بولعيد و العربي بن مهيدي و رابح بيطاط و ديدوش مراد و غيرهم من المجاهدين لكن لا يوجد بينهم المقبور بومدين ولا بنبلة . كان للجبهة جناح عسكري تحت سلطة الحكومة المدنية المؤقتة برئاسة فرحات عباس . ولا يفوتنا ذكر الستة الذين فجروا ثورة فاتح نوفمبر 1954 وهم : محمد بوضياف – مصطفى بن بولعيد – العربي بن مهيدي – ديدوش مراد – رابح بيطاط – كريم بلقاسم ولا يوجد بينهم أيضا لا المقبور بومدين ولا بنبلة وهذا كافٍ لمعرفة التوجه الإجرامي للمقبور بومدين .وهذا دليل قاطع أن الأشرار الثلاثة بومدين وبنبلة وبوتفليقة التحقوا متأخرين بالثورة الجزائرية الحقيقية ليخربوها من الداخل وكذلك كان .
6) نعود إلى الجانب الجزائري : لنقول بأن مفاوضات الوفد الجزائري المكلف من طرف الحكومة المدنية المؤقتة التي كانت في 1958 قد فشلت ، وكان سبب الفشل هو تمسك الوفد الجزائري بمطلب الاستقلال التام أو الموت الزؤام ، في حين كان للاستعمار نظرة أخرى وهي : استحالة قطع الصلة بِحُلْمِ أجدادهم الفرنسيين في خلق فرنسا الثانية على أرض الجزائر أي ضرورة الاستيطان الفرنسي التام للفرنسيين على أرض الجزائر الأمازيغية العربية الإسلامية الجزء الذي لا يتجزأ من المنطقة المغاربية .
7) باءت كل محاولات فرنسا لإيجاد حل لحرب الجزائر عبر مفاوضات مع الوفد الجزائري المكلف من طرف الحكومة المدنية المؤقتة برئاسة فرحات عباس .
8) الجنرال دوغول يفكر في طريق آخر لتغيير تمسك الوفد المذكور بموقفه فبدأت المآمرة على الشعب الجزائري .
9) بعد سلسلة الفشل التي واجهت المفاوضات مع فرنسا والتحاق المقبور بومدين متأخرا بجبهة التحرير الذي يشهد الجميع أنه كان مختئاً في المغرب مع بوتفليقة ، والمعروف عن بومدين أنه لم يطلق رصاصة واحدة ضد الاستعمار الفرنسي ، بل كان في وجدة المغربية يدبر أمرا غادرا ، حيث أقام في الحدود المغربية الجزائرية ثكنة عسكرية كان يُهَـرِّبُ لها كثيراً من الأسلحة التي كانت موجهة للمجاهدين سيظهر لاحقا أن الهدف من ذلك ليس هو تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي .
10)بعد أن تسلل المقبور بومدين إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية بصفته عسكري وعاش تحت السلطة المدنية المؤقتة ، تآمر مع بعض العسكريين داخل الجبهة وقام بانقلاب على الحكومة الجزائرية المدنية المؤقتة برئاسة فرحات عباس في 15 جويلية 1961 وأصدر ما يسمى البيان رقم واحد أعلن فيه تنصيبه لنفسه قائدا لأركان الجيش وكان ذلك بداية لاغتصاب الجناح العسكري داخل الجبهة للسلطة وتهميش الجناح المدني داخل الجبهة ، وبالمناسبة فإن هذا الانقلاب لن يستطيع أباطرة المعارضة الجزائرية في الخارج اليوم أن يذكروه لأنهم جزء من شعب بومدين الحلوف الذين يقدسون المقبور بومدين الذي قلب السلطة المدنية في داخل الجبهة إلى سلطة عسكرية الحاكمة إلى اليوم ونحن في 2021 ، فلا العربي زيتوت ولا هشام عبود ولا أنور عبد المالك ولا غيرهم من الذين يدعون المعارضة كل هؤلاء نسمعهم اليوم وهم يطالبون بدولة مدنية لا عسكرية بكل وقاحة وبلا حياء وهم من أنصار المقبور بومدين مؤسس سلالة الحكم العسكري في الجزائر ، فلماذا لا يذكرون للشعب الجزائري هذه الحقائق إنهم منافقون ، أتحدى أحدهم أن يذكر الانقلاب العسكري داخل الجبهة في 15 جويلية 1961 ويقرأ علينا البيان رقم واحد للمجرم بومدين وما تضمن من أباطيل .
11) كيف استطاع المقبور بومدين أن يقلب كفة الحكم المدني إلى حكم عسكري داخل الجبهة قبل إعلان الاستقلال المزور في 05 جويلية 1962 ؟ لقد تلاقت رغبة الجنرال دوغول الذي يريد تهدئة الحرب في الجزائر كما سبق ذكره ليتفرغ لبناء فرنسا قوية ، تلاقت رغبة دوغول مع طمع المقبور بومدين في السطو على السلطة من خلال خنق الثورة أولا ثم تدبير مؤامرة الاستقلال المزور فكانت أولا المؤامرة ضد الحكومة الجزائرية المدنية المؤقتة داخل جبهة التحرير في 15 جويلية 1961 وإصدار البيان رقم واحد الذي أصبحت بموجبه السلطة المطلقة للعسكر داخل الجبهة ، وثانيا تواطؤ المقبور بومدين مع الجنرال دوغول لتغيير موقف الوفد الجزائري في المفاوضات حيث تنازل الوفد الجزائري عن مبدأ ( الاستقلال التام أو الموت الزؤام ) وحلت محله تنازلات يعلم الله فحواها لكننا اليوم ونحن في 2021 بدأنا نشعر بطعناتها كل يوم ...وقد ذكر أحد المجاهدين مؤخرا أي بعد قيام الحراك في 22 فبراير 2019 أشياء مذهلة عن تعامل المقبور بومدين منذ انقلاب 15 جويلية 1961 ، كيف تعامل المقبور بومدين مع المجاهدين حيث قطع عنهم السلاح والذخيرة واللباس والمؤونة وتخلى عنهم في الجبال والفيافي والقفار لا يجدون من يرحمهم حيث قتل المستعمر منهم في الفترة ما بين جويلية 1961 وجويلية 1962 عددا لا يحصى وكثيرهم مات بالجوع والعطش وقد كانوا حفاة عراة إلا من رحم ربك ممن وجد قرية اختبأ فيها بعدما انتشر خبر مؤامرة بومدين مع الجنرال دوغول .
12) تجلت مؤامرة المقبور بومدين مع الجنرال دوغول في الشرطين التاليين : الأول : فبركة استفتاء يُعْتَبَرُ أغبى استفتاء في العالم الذي قبله الشعب الجزائري المُغَـفَّـل حينما حمل ورقة بيده ووضعها في صندوق الاستفتاء ، ورقة الاستفتاء تنص على ما يلي : " ( الاستقلال حسب شروط 19 مارس 1962 الذي يحافظ على العلاقة مع فرنسا ) وكان الاستفتاء الملغوم في فاتح جويلية 1962 ونجحت الورقة المتفق عليها بنسبة 99,99% وأعلن الجنرال دوغول عن استقلال الجزائر وفق شروط 19 مارس 1962 التي اتفق عليها مع المقبور بومدين ... الشرط الثاني : أن يتسلم العسكري المقبور هواري بومدين السلطة من يد الجنرال دوغول يدا بيد .
13) ثم كانت مجازر صائفة 1962 حينما تحركت قوات المقبور بومدين من الثكنة المذكورة آنفا من الحدود المغربية نحو العاصمة الجزائر ، لأن أحرار المجاهدين الذين كانوا لا يزالون يحتفظون ببعض السلاح والذخيرة وعلموا بالمؤامرة وتصدوا لهجوم المقبور بومدين على العاصمة الجزائر ، ولكن المقبور بومدين سحقهم سحقا لأنه كان يدبر لذلك بِلَيْلٍ - كما سبق ذكره آنفا - وهكذا استطاع عسكر بومدين دخول الجزائر العاصمة على جثث المجاهدين الأحرار وأسس سلالة مافيا العسكر التي حكمت الجزائر ولا تزال إلى اليوم ونحن في 2021 ...
14) بعد أن خنق المقبور بومدين الثورة واغتصب السلطة حسب اتفاقه مع المقبور الجنرال دوغول ، شرع في تنفيذ سلاسل الاغتيالات ومطاردة أحرار المجاهدين والجزائريين الأحرار في عموم الجزائر ، ولا يفوتنا ذكر فرار مجاهدين أصيلين من طغيان المقبور بومدين وجماعته وهما الأول : المجاهد المرحوم الحسين آيت أحمد الذي تأكد من مخطط المقبور بومدين بهجومه على العاصمة الجزائر ، حيث حمل آيت أحمد السلاح و طلع لجبال تيزي أوزو وتحصن هناك وحارب عسكر المقبور بومدين إلى أن تم توقيفه عام 1964 وحكم عليه بالإعدام لكنه استغل الفوضى التي أحدثها انقلاب بومدين على بنبلة في 19 جوان 1965 وفر من السجن وظل مختبئا في الجزائر إلى أن فر إلى منفاه الاختياري في سويسرا في فاتح ماي 1966 ... أما الثاني فهو المرحوم محمد بوضياف الذي حمل شعار ( إن مهمة جبهة التحرير الوطني قد انتهت بالحصول على الاستقلال وأنه يجب فتح المجال أمام التعددية السياسية ) وأسس في سبتمبر 1962 حزب الثورة الاشتراكية ، وفي يونيو 1963 تم اعتقاله وحُكم عليه بالإعدام ، ثم فر من أحد السجون بالجنوب الجزائري ، وانتقل إلى باريس لكنه سرعان ما فر منها إلى سويسرا ومنها إلى المغرب الذي عاش فيه أكثر من ربع قرن إلى أن دبَّرتْ له مافيا الجنرالات مؤامرة الاغتيال باستدعائه من المغرب ليترأس المجلس الأعلى للدولة في 16 يناير 1992 ليتم تنفيذ الاغتيال في 19 يونيو من نفس السنة أمام عدسات التلفزة عبر العالم .... فهل يعقل أن يترك ورثة الجنرال دوغول في الجزائر رجالا أحرارا دون اغتيالهم لأنهم عنصرٌ خطيرٌ يقف في وجه تنفيذ سياسة الاستعمار الفرنسي في جزائر ما بعد الاستقلال المزور ..
هكذا تم تأسيس سلالة حكم عسكر فرنسا للجزائر إلى اليوم ونحن في 2021 ولا يبقى لنا الآن سوى الوقوف على مؤشرات تنفيذ سياسة الاستعمار الفرنسي في المنطقة التي كان يحتلها الاستعمار الفرنسي على يد أحفاده الحاكمين في الجزائر إلى اليوم ونحن في 2021 .
ثانيا: ماذا كان يفعل المستعمر الفرنسي بالشعب وماذا تفعل بنا مافيا الجنرالات الحاكمة في الجزائر اليوم ؟
استعمرنا الفرنسيون 130 سنة كانت كلها معاناة شديدة على جميع المستويات ، وسنرى أن 60 سنة من الاستقلال المزور كانت كذلك كلها معاناة على جميع المستويات ، إلا أن هذه الأخيرة كانت أشد وطأة على النفس من معاناة المستعمر الفرنسي لأنها كانت من أشخاص من المفروض أنهم جزائريون مثلنا ، لكن ظهر لنا خلال 60 سنة ونحن تحت صباط العسكر الجزائري أنها كانت أشد إيلاما في النفس حتى تأكدنا بأن مافيا الجنرالات الحاكمة في الجزائر ليسوا جزائريين بل هم من صلب فرنسيين تسلموا السلطة من فرنسا وتابعوا سياسة المستعمر في وطننا ، فما هي معاناتنا مع الاستعمار الفرنسي التي سنقارنها مع معاناتنا مع مافيا الجنرالات من حفدة الاستعمار الذين يحكموننا اليوم ونحن في 2021 ؟
انتهجت فرنسا الاستعمارية سياسة شاملة استهدفت إخضاع الأرض وتدمير الإنسان واستغلال الثروة في الجزائر، مستعينة في ذلك بخبرائها ومُنَظِّرِيهَا في المجالات المختلفة، وكان المجتمع الجزائري المتماسك العرى والأوصال دينيا ولغويا وعرقيا أحد أهداف هذه السياسة لتفكيكه وضرب وحدته، من خلال عدة سياسات وأفكار ونظريات، كسياسة فرّق تسد، ونظرية تعدد الشعوب والإثنيات، ومحاولة خلق مجتمع هجين ممسوخ في الجزائر، ففي مجال الزراعة مثلا استولى المستعمر بالقوة وطرد الأهالي من أراضيهم واستولى على كل الأراضي القابلة للاستغلال ووزعها على المعمرين الفرنسيين ، ونتيجة لذلك أصبح الفلاح الجزائري عاملا عند المعمر الفرنسي ، ونجح المعمرون في استصلاح حوالي 10 مليون هكتار جعلوها كلها قابلة للاستغلال حيث كانوا يصدرون كل إنتاج هذه الأراضي تقريبا إلى وطنهم فرنسا ...
بعد الاستقلال المزور انتهجت مافيا الجنرالات سياسة السيطرة على الأرض باسم التأميم والاشتراكية التي انتقلت إلى ليبيرالية مشوهة المعالم ، وعلى مدى 60 سنة من الاستقلال المزور نهجت مافيا الجنرالات سياسة الفوضى في التعامل مع الأراضي الفلاحية ، فَـِمنْ أكذوبة ( الثورة الزراعية ) لعام 1971 إلى إهمال الأراضي الفلاحية وسطو البورجوازية المحلية عليها وتحويلها إلى إسمنت مسلح بحجة توفير السكن للشعب ، فأكذوبة ( الثورة الزراعية ) للمقبور بومدين الذي كان يتبجح بها في خُطَبِهِ الديماغوجية نزلت على أرض الواقع من أكذوبة توزيع مليون هكتار لبناء ألف قرية اشتراكية إلى 200 قرية فقط معظمها بقي فارغا دون إعمار ، ومات المشروع الديماغوجي للمقبور بومدين وعادت الأراضي الفلاحية إلى الإهمال ، ولا تفوتني ملاحظة لابد منها وهي مقارنة مساحة الأراضي الفلاحية التي كان يستغلها المعمرون في زمن الاستعمار والتي بلغت حوالي 10 مليون هكتار حيث أصبحت اليوم لا تتعدى بالكاد 4,5 مليون هكتار مما يعني نجاح سياسة احتقار العمل اليدوي التي عمل على نشرها المقبور بومدين والعصابات التي جاءت بعده حتى أصبحنا عالة على المجتمع الإنساني ، ولأن المقبور بومدين والعصابات التي جاءت بعده نشرتْ بين المجتمع الجزائري نزعة العيش من الريع النفطي فقط واستيراد أكثر من 90 % من مواد الاستهلاك اليومي ، و هكذا أصبحنا مجرد شعب يستهلك ولا ينتج ، وذلك ما أراده لنا المستعمر وهو أن نبقى مرتبطين به من خلال استيراد كل ما نحتاجه من أجل المعيشة اليومية من عنده ، فالمستعمر يستغل ثرواتنا ويصدر لنا القليل جدا مما نحتاج لنبقى على قيد الحياة وحتى نبقى متخلفين على جميع المستويات إلى الأبد ، ولأن جنرالات فرنسا الحاكمين علينا ساروا على نهج المستعمر بعد الاستقلال المزور ، ولأن العصابات التي توالت على حكم الشعب الجزائري استمرت في استهداف تدمير الإنسان الجزائري بالمبالغة في مراقبته خوفا منه مما جعلها تشتري سكوته بالقليل من مداخيل النفط والغاز واستمرت المافيا الحاكمة في سياسة المستعمر في تجهيل الشعب وتمزيق وحدته الوطنية بنشر العنصرية بين مكوناته ( قبائلي مزابي شاوي عربي مسلم سني إباضي شيعي الخ الخ ) .. ، ومع ذلك يخرج علينا مجرم الجزائر الأكبر المقبور بومدين لتخديرنا بقوله : " نحن يابان إفريقيا " ... فهل اليابان تحتقر العمل الذي يحتقره المجتمع الجزائري بفضل ديماغوجية بومدين ويدعي في خطبه أن الجزائر هي يابان إفريقيا ؟ ونحن اليوم لم نلحق حتى الصومال – رغم الحرب الأهلية التي تعيشها داخليا - التي لها اقتصاد متين ومتنامي يعتمد على الزراعة وتربية المواشي وهما معا يشكلان 40% من إجمالي الدخل القومي هذا بالإضافة إلى ازدهار قطاعات أخرى كالصيد البحري والخدمات والاتصالات والنقل وتحويل الأموال ، وهذا بشهادة الأمم المتحدة ... طبعا لا تعاني الصومال من خصاص في مواد التغذية الضرورية فهي تصدر مثلا 480 مليون طن سنويا من المنتجات الفلاحية !!!! فأين نحن من ذلك ؟ نحن في الحضيض على مستوى المعيشة لكننا في القمة على مستوى الأكاذيب والخزعبلات الديماغوجية ، نحن دولة نفطية وغازية ولا تستطيع هذه الدولة توفير الخبز الطري لأننا نستورد حتى الخبز الجاف الذي ترميه فنادق الإمارات في القمامة ويستغله بعضهم ويصدره إلى الجزائر يابان إفريقيا ، أما لباسنا فهو ( الشيفون ) الذي ترميه الدول الأوروبية من مخلفات ألبسة الموتى في أوروبا نشتريه لنستر به عورتنا ، فأي ذل هذا ؟
كان الاستعمار الفرنسي : في المعاملة اليومية يعتمد على القمع والزج بالجزائريين في السجون والتقتيل الممنهج لأحرار الجزائر ، ونفس الشيء تعتمده العصابة العسكرية الحاكمة في الجزائر اليوم. من تنفيذ سياسة التشديد على مراقبة المواطن الجزائري وخنقه بصفة مباشرة أو غير مباشرة ، ويذكر آباؤنا وأجدادنا أنه في سنوات الستينات من القرن الماضي كانت كل محطات القطارات تُرَاقَبُ مراقبة صارمة وكذلك محطات حافلات المسافرين وكل وسائل النقل حيث المراقبة الصارمة على كل المواطنين ولايزال نفس الأسلوب إلى اليوم ونحن في 2021 يشعر المواطن الجزائري أن عيون المخابرات تكاد تخترق جسمه .إن جزائر اليوم هي ألمانيا الشرقية قبل انهيار جدار برلين ، فلا يزال المواطن الجزائري يعيش رعب جهاز المخابرات الجزائرية المتخرجة من مدرسة ( شتازي ) أو وزارة حماية الدولة وذلك من خلال تدمير النفسي لعموم الشعب الجزائري ، فلا تمر بضعة أيام حتى يجد الشعب نفسه أمام ( فَـزَّاعَة ) جديدة ( أوهام الرعب الدائم من العدو الخارجي الذي يتربص بنا – إشعال الفتنة بين شرائح المجتمع الجزائري من خلال نشر أكاذيب التخوين لفئة مقابل انضباط فئات أخرى – التهديد بإعادة سيناريو العشرية السوداء مقابل الخنوع والعيش بما هو موجود لأننا في حالة حرب أبدية مع عدو وهمي الخ الخ ...) وهكذا عاش ولا يزال يعيش الشعب الجزائري تحت صباط العسكر الذي أسس سلالته الحاكمة في الجزائر المقبور هواري بومدين .
وعلى المستوى الثقافي فنفس سياسة المستعمر التي اتبعها طيلة 130 سنة لا تزال مستمرة مع العصابات التي حكمت الجزائر ولا تزال تحكمه ، كان المستعمر يعمل على تدمير الإنسان الجزائري من خلال نشر التفرقة والعنصرية بين العروش والقبائل والإثنيات وكذلك يفعل جنرالات فرنسا الذين يحكموننا فقد حوكم الذين رفعوا العلم الأمازيغي في الحراك الذي كان في أوجه ، والمنطقة الوحيدة التي تتحدى العصابة الحاكمة دائما وتحمل علم الأمازيغ هي منطقة القبائل الأمازيغية في شمال شرق الجزائر ، وكما سبق فإن هذه المنطقة كانت متمردة منذ 1962 على حكم بنبلة وبومدين ولا تزال ، فهي دائما في صراع مع العصابات التي تحكم الجزائر ، لكن الويل كل الويل لمن يحمل العلم الأمازيغي خارج منطقة القبائل ، أليس ذلك نوع من أنواع الاعتراف الضمني بأن منطقة القبائل قد فرضت حكمها الذاتي على سلطة العسكر وقد ظهر ذلك مرارا وتكرارا في نسبة المشاركة في الاستفتاءات أو الانتخابات التشريعية في المنطقة التي تسجل أدنى نسبة مشاركة قد تصل إلى صفر في المائة وهو دليل على انقطاع الصلة بين القبائل وسلطة العصابات في الجزائر العاصمة ، ولا يمكن أن نفسر ذلك إلا في اتباع سياسة المستعمر الفرنسي الذي بدأ مخطط فرق تسد حيث لم يسعى المقبور بومدين ومن جاء بعده إلى إدماج منطقة القبائل في عموم نسيج المجتع الجزائري وذلك بتهميش منطقة القبائل ، ونحن نرى اليوم انتشار الحرائق في غابات القبائل تطبيقا لمخطط تدمير المنطقة نهائيا وتطبيق سياسة التهجير الجماعي لسكان المنطقة وعزلهم داخل الجزائر ليسهل تصفية عرقهم نهائيا ، عصابة مجرمة قتلت من عموم الجزائريين في العشرية السوداء 250 ألف جزائري بريء وتقتل يوميا العشرات بحجة الانتماء إلى خلايا إرهابية ، وها هي اليوم تقتل أمازيغ القبائل بالنار وتعمل على نقلهم خارج منطقتهم لتجمعهم من إبادتهم إبادة جماعية انتقاما لما يفعلوه ضد العصابة الحاكمة وهم داخل منطقتهم القبائلية ... وتلك سياسة من سياسة المستعمر الفرنسي ...
وإذا انتقلنا إلى اللغة والعادات والتقاليد نجد أن العصابة الحاكمة في الجزائر لا تعرف غير اللغة الفرنسية حتى وإن كانت العربية هي اللغة الرسمية حسب الدستور ، فأي دستور جزائري لا علاقة له بالواقع المعيش في الجزائر ، فطيلة 60 سنة لم يستطع المجتمع الجزائري أن يخرج من قوقعة اللغة الفرنسية واحتقار لغة القرآن إلى اليوم ، ولذلك فأي شيء مكتوب بالعربية فلا يقرؤه الشعب الجزائري أو الأغلبية الساحقة لا تستطيع فك بضعة جمل بالعربية ، وحتى الذين تفرض عليهم وظيفتهم أن يتحدثوا بالعربية مثل بعض المذيعين في الإذاعة والتلفزة فهم مضطرون للحديث بالفرنسية خارج العمل للتواصل مع أغلبية الجزائريين ، فالشعب الجزائري أول شعب يجهل العربية بين الدول العربية ، ونحن لا نتحدث عن الشاذ منهم لأن الشاذ لا يقاس عليه بل نتحدث عن الشعب الذي تَشَرَّبَ لغة المستعمر ولم يجد إرادة سياسية حقيقية من طرف العصابات التي حكمته لمحاربة لغة المستعمر لأنهم سيتناقضون مع أنفسهم ، فهل وَضَعَهُمْ المستعمرُ على رأس السلطة في الجزائر وَدَعَّمَهُمْ بكل الوسائل لمحاربة لغته ونشر لغة القرآن ؟ طبعا لا ... فكلام الجزائري 90 % منه مفردات فرنسية هجينة مختلطة بمفردات برتغالية أو إسبانية أو عربية مشوهة ، وإذا أراد أحد القراء الجزائرين أن يعرف كيف كانت لغة الجزائريين قبل دخول الاستعمار ، عليه أن يسمع أغاني المرحوم الحاج محمد العنقة وتلميذه المرحوم الهاشمي القروابي ليسمع اللغة العربية التي كان يستعملها أجداد أجدادهم ... وإذا أردتم أن تسمعوا اليوم كيف يقرأ عسكري جزائري خطبة بالعربية فاسمعوا الجنرال شنقريحة الذي يتهجى ما في الورقة ليرى كيف يُمْعِنُ في إذلالنا ونشر الصورة المشوهة للمجتمع الجزائري عبر العالم ، وهذه حرب أخرى تخوضها العصابة الحاكمة في الجزائر لاستمرار ما بدأه المستعمر من أجل مسخ الهوية الجزائرية التي أصبحت هوية ضبابية بمثل هذه الأفاعيل ، وقد نجح حكام الجزائر عسكر ومدنيين في استمرار تنفيذ سياسة المستعمر.
نسمع الكثير في الجزائر عن همجية المستعمر الفرنسي ضد الشعب الجزائري منذ بداية دخوله إلى الجزائر رسميا في عام 1830 إلى أن استقر به الاستيطان نهائيا في عام 1870 وهو تاريخ إنشاء آخر مستوطنة فرنسية على أرض الجزائر ، كنا نسمع عن التقتيل و الاغتيالات والتهجير والذبح والقمع الذي عاشه الشعب طيلة 132 سنة من الوجود الاستعماري على أرضنا ، وبعد مؤامرة الجنرال دوغول مع عصابة المقبور بومدين الذي بدأت منذ انقلاب بومدين على الحكومة المدنية المؤقتة في 15 جويلية 1961 ومسرحية الاستفتاء على استقلال الجزائر بشروط المستعمر الفرنسي ، وانتهاءا بإعلان دوغول عن استقلال الجزائر بتاريخ 05 جويلية 1962 ، كنا نسمع عن همجية المستعمر طيلة 132 سنة وها نحن نعيش همجة خليفة المستعمر في الجزائر المتمثل في عصابة مافيا الجنرالات من أحفاد المستعمر وما فعلوه ولا يزالون يفعلونه بنا طيلة 60 سنة من اغتيالات منذ بداية تركيز الحكم العسكري في الجزائر ما بين 1962 تاريخ بداية مقاومة الذين اغتصبوا السلطة برئاسة المقبور بومدين بعد خنق الثورة و تاريخ اغتيال محمد بوضياف آخر شرفاء الثورة عام 1992 وما بين التاريخين ، ومن تقتيل منذ صائفة 1962 أثناء مواجهة هجوم عسكر المقبور بومدين على العاصمة إلى تاريخ بداية العشرية السوداء في 26 ديسمبر 1991 إلى 8 فبراير 2002 تاريخ خفة حدة التقتيل في صفوف الشعب الجزائري ، وقد حصدت هذه الحرب العسكرية ضد الشعب الجزائري الأعزل ربع مليون جزائري وأكثر من 50 ألف مفقود إلى اليوم ...هذا فيما يخص الاغتيالات والتقتيل في زمن سلطة العسكر في الجزائر ، أما القمع والترعيب والاختطافات والزج بالناس في السجون بدون محاكمات فهي لم تنتهي ولن تنتهي إلا باقتلاع مافيا الجنرالات الحاكمين في الجزائر بدعم المستعمر الفرنسي من جذورها وعودة السلطة للشعب .
سمير كرم خاص بالجزائر تايمز
موقع الوحدة الاخباري نقدم لكم اخر المستجدات على الساحة العربية والعالمية واخر الاخبار لحظة وقوعها اخر الاخبار الرياضية والعربية والعالمية والاخبار المنوعة كما ونقدم لكم حصادنا الاخباري لجميع الدول العربية
---------------------------------------------------
مصدر الخبر الاصلي موقع : الجزائر تايمز
0 تعليق