ما هي العوامل التي أدَّت لزيادة شعبية الرياضات العالمية؟
على الرغم من أن الرياضات اليوم هي جزء من حياتنا اليومية إلا أنه قبل 120 عامًا فقط لم تكن أغلب الرياضات قد وُجدت بعد أو أنها كانت تُلعب في نطاقات ضيقة من أجل الترفيه والتسلية فقط! وهناك الكثير من العوامل التي جعلت الرياضات العالمية تكتسب شهرتها وشعبيتها في الوقت الحالي وحوَّلتها من رياضات تُلعب للترفيه والتسلية إلى صناعة قوية وذات حجم ضخم.
1. تأثير الثقافة الشعبية
خلال المائة عام الماضية أثرت الرياضة على الثقافات الشعبية الحديثة وساهمت في خلق ترابط بين الطبقات الاجتماعية التي كانت مُختلفة في كل شيء، لذا فإنها لاقت اهتمامًا شعبيًا من قبل العوام وأصحاب النفوذ على حدٍ سواء وانعكس هذا الأمر على استخدام التقنيات الجديدة وتدوين السجلات الرياضية وتحفيز الرياضيين للوصول إلى مستويات أعلى من الكفاءة واللياقة واستحداث أنماط جديدة في التدريبات.
2. السياسة
إلى جانب تأثير الثقافة الشعبية على انتشار الرياضات فقد كان هناك اهتمام سياسي كبير بها. ففي بعض الدول كان بعض الرياضيين يستخدمون شهرتهم للترشح للمناصب، ومرشحين المجالس المحلية الذين كانوا يستخدمون الرياضيين للدعاية لهم، ويُعزى إلى الرياضة إشعار حركة مناهضة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا بين السود والبيض.
وتعد الرياضه ايضا من العامل الاساسي في ترسيخ السلام في العالم وخصيصا في الشرق الاوسط وهي العامل المشترك الذي يدعو مختلف الدول وحتى المتنازعة منها، إلى ساحة منافسة رياضية يسودها السلام
3. المنح الدراسية
منحت الرياضات المُختلفة الفرصة لآلآف الشباب لإكمال تعليمهم الجامعي الذين لم تكن تتوفر لهم هذه الفرصة أبدًا. وعلى الرغم من أن معظم الرياضيين الجامعيين المشهورين غالبًا ما يتركون الدراسة في وقت مبكر للتركيز على نشاطهم الرياضي إلا أن الغالبية العظمى من الرياضيين الجامعيين يتخرجون ويعملون في مجالات أخرى غير رياضية.
بالنسبة للعديد من الطلاب فإن الرياضة حولت الالتحاق بالجامعة من حلم صعب المنال إلى أمر ممكن لا سيما من خلال استخدام المنح الدراسية الجامعية.
4. مجابهة العنصرية
تُعتبَّر الرياضة واحدة من أبرز المجالات التي واجهت العنصرية بين البشر؛ ففي كل أندية العالم يوجد لاعبون من أعراق وأجناس وبلاد مُختلفة يرتدون جيمعًا نفس القميس ويسعون إلى تحقيق نفس الهدف! ومع حماسة تسجيل الأهداف وتحقيق الفوز فإن الفروق بين الأجناس والأعراق تتلاشى. وعلى المستوى الشعبي، يُمكن للرياضة أن تُذيب الفوارق بين المُجتمعات والثقافات بشكلٍ أفضل من التجارة أو العلاقات الدبلوماسية.
5. الشركات الكبيرة
من المستحيل التحدث عن الرياضات الحديثة دون مراعاة التأثير الكبير للأعمال التجارية. فقد أصبحت الرياضة والتجارة شيئان مُرتبطان إلى الأبد حتى في الكليات التي يُفترض أن يلعب فيها "هواة" وليس "محترفين"! ويكشف تاريخ الأعمال الرياضية أن الأعمال التجارية ارتبطت بالرياضة أكثر خلال النصف الأخير من القرن العشرين، وتزايدت خلال فترة السبعينيات وما بعدها. فكل شيء في الرياضة يدخل مناقصات كبيرة وتسعى الشركات إلى تقديمه للاعبين والمشجعين؛ بدءًا من الكرة وقمسان اللاعبين ومقاعد الجمهور وإنشاء الاستادات الضخمة.
تقوم على الرياضة الكثير من الصناعات والخدمات المُختلفة؛ فهناك وكالات أنباء مُتخصصة في تقديم الأخبار الرياضية، وهناك إعلانات تجارية يتم بثها في الملاعب وعلى شاشات التلفزيون بل وعلى قمسان اللاعبين!
6. الرواتب
نظرًا للإهتمام العالمي بالرياضة وتدفق الكثير من الأموال فيها فقد شهدت الرياضة تدفق الكثير من الأموال والتي ينظر البعض إليها على أنها لا تتناسب مع حجم الوقت أو الجهد الذي يبذله اللاعبون والمُدربون مُقارنة مع باقي مجالات العمل الأخرى!
ومع ذلك، فعندما يكون شخص ما "الأفضل في العالم" في أي شيء، فإن الناس العاديين يريدون مشاهدته طيلة الوقت؛ سواء أكان ممثل أو موسيقي أو رياضي. بقدر ما ينتقد الناس الرواتب العالية والإفراط في الإهتمام بالرياضة فإن المتفرجين والمشجعين هم من يجعلون صناعة الرياضة بهذه الضخامة!
7. أسعار التذاكر
كان لنمو صناعة الرياضة والاهتمام الشعبي بها أثر هائل على رفع تكاليف حضور المباريات الرياضية. كرة القدم في المملكة المتحدة مثال رائع على هذا الأمر؛ فقد كان هناك الكثير من الفرق في الدوريات الإنجليزية التي تحصل على دعمٍ من قبل العمال المحليين حيث كانت أسعار التذاكر تكلف أجرة ساعة واحدة تقريبًا. أما الآن فإن الحصول على مقعد لمشاهدة فريق كرة قدم بريطاني كبير سيُكلف العامل أجرة 8 ساعات. فنظرًا لأن الرياضة أصبحت أكثر ربحية فإنها أصبحت تتجنب الأشخاص الذين دعموها في البداية!
8. المنتخبات
واحدة من الأشياء القليلة التي قد يتفق عليها كافة أبناء البلد الواحد هي دعم المنتخب الوطني سواء أكان ضعيفًا أو قويًا! فقد لا يتفق الشعب على أداء الحكومة أو المجالس المحلية أو السياسيين ولكنهم حتمًا سيقفون خلف منتخب بلادهم الرياضي وذلك لأنهم يشعرون بأنه يُمثلهم أمام العالم ويحمل طموحاتهم وآمالهم في الدول الأجنبية ويسعى إلى تحقيقها بمُفرده، عند مشاهدة مباريات منتخبك الوطني سوف تُشجع لاعبي الفرق المنافسة لأنهم يرتدون قميسًا يحمل علم بلدك، وسوف تتوقف عن تشجيع الرياضيين العالميين الذين تهواهم لأنهم أصبحوا الآن منافسين لك!
0 تعليق